مرشحة أمازيغية لرئاسيات تونس في حوار مع العالم الأمازيغي.. جدتي وريثة تيهيا

lailaليلى الهمامي هي أصغر إمرأة ترشح نفسها لرئاسة الجمهورية التونسية، أستاذة جامعية وباحثة في مجال الإقتصاد والتنمية، متخرجة من جامعة السوربون، عملت لفترة لصالح البنك الإفريقي للتنمية حيث كشفت ملفات فساد تورط حكومة بن علي ومديرين من البنك الإفريقي للتنمية، كما عملت كمستشارة للعديد من المنظمات الدولية في بريطانيا حيث تقطن حاليا.

ليلى الهمامي ذات الأصول الأمازيغية الواضحة الملامح، يثير ترشحها ضجة في الوسط الإعلامي التونسي لأنها على جمال فاتن كما يصفها “موقع الجريدة”، أو المرشحة الحسناء على حد عبارة صحفيي جريدة الصريح. الحديث عن جمالها وحسنها وشخصيتها غلب على عناوين الصحف وطغى على مواضيع الحوارات.

للتعرف عليها أكثر ولفهم أسباب ترشحها وعلاقتها بالحركة الأمازيغية أجرت الناشطة والإعلامية الأمازيغية مها جويني (الصورة على اليسار) للعالم الأمازيغي هذا الحوار معها.

مها الجويني
مها الجويني

العالم الأمازيغي: بعيدا عن تسميات “حسناء تونس” و”الجميلة الشقراء” التي إكتسحت الصحف التونسية والمواقع الإلكترونية كيف تعرف ليلى الهمامي نفسها لقراء العالم الأمازيغي؟

ليلى الهمامي: أستاذة جامعية، باحثة في الإقتصاد الدولي و التنمية، تؤمن بالتنوع  والإنفتاح الذي يميز المجتمع التونسي وتؤكد أن قوة تونس تٌستمد من هذا التنوع  المتعدد: الإثني والعرقي واللغوي والديني. وقوة تونس مصدرها إنتمائها الأفريقي والمغاربي الضارب في القدم وإنتفاحها على العالم وعلى البحر المتوسط. ليلى التونسية من أصول أمازيغية من قفصة “كبسا” القديمة ومن جبال عرباطة تحديدا، عنوان المقاومة التونسية ضد المستعمر الفرنسي، هناك توفي جدي على يد رصاص المستعمر الفرنسي في إطار تبادل طلق ناري مع الجيش الفرنسي.

العالم الأمازيغي: ماهي أسباب ترحشك للرئاسة؟

ليلى الهمامي: من أسباب ترشحي للرئاسة  هو أني أحسست أن الخطاب السياسي في تونس يدور حول الأسلمة والتكفير، خطاب يجر التونسي لمعارك لا تسمن ولا تغني من جوع “هل نحن مسلمين أم كفار”؟ أظن أننا بحاجة لمن يجمع شمل التونسيين، وأنا لا أعتبر نفسي أمثل نساء تونس فقط بل أمثل الرجال أيضا، أنا أحلم بتونس كالصقر الشامخ يطير بجناحيه المرأة والرجل.

العالم الأمازيغي: كيف كان وقع خبر ترشحك لرئاسة الجمهورية في وسطك الإجتماعي وتحديدا في جبال عرباطة بقفصة؟

ليلى الهمامي: النساء في قفصة تلقين الخبر كأنه خير عرس أو فرح كن في إنتظاره منذ زمن بعيد.. وجدت دعما منهن قد أفشل في وصفه، دعم من النساء ومن الرجال كذلك وهذا ليس بغريب عن حضارة المنطقة التي تعود للحضارة الكبصية أجداد الأمازيغ كما يحدثنا المؤرخون.

العالم الأمازيغي: أستاذة ليلى كيف ترين المرأة الأمازيغية وأنت تؤكدين على إنتمائك واعتزازك بجبال عرباطة؟

ليلى الهمامي: المرأة الامازيغية هي ثراء للمرأة التونسية، ونحن بصدد الإحتفال باليوم الوطني للمرأة التونسية، أرى أنه يوم المرأة التونسية المتعددة، المرأة بكل ما تحمله من حضارات وثقافات مروا على هذه البلاد و تفاعلوا معها. هذا التنوع والتسامح هو نقطة قوة في المشروع التونسي المستقبلي، تونس التي عرفت أول القوانين الضامنة والداعمة لحقوق المرأة وهي تشريعات متعددة والأولى في العالم الإسلامي، ونحن كذلك أول من يحتفل بعيد المرأة و هو عيد وطني نحييه منذ أكثر من خمسين سنة.. للمرأة عيد في تونس والمرأة الأمازيغية هي أساس هذا العيد فهي آصالة تونس وهي الحاملة لوشم هذه الأرض الطاهرة.

العالم الأمازيغي: كيف ترين مستقبل المرأة التونسية الأمازيغية في ظل هذا المد الثقافي الإسلامي العابر للقارات، الذي غزى الأسواق التونسية بالكتب والقمصان الأفغانية والعطور واللباس الشرعي في مقابل تراجع اللباس التقليدي التونسي والمنتوجات الوطنية ككل؟

ليلى الهمامي: تحصلت المرأة في تونس على مكاسب رائدة على مستوى الحقوق الإجتماعية والإقتصادية والسياسية لا تقل شأنا عن البلدان الأوروبية، لكن هذا لا يعني أن النضال من أجل الحقوق يجب أن يتوقف، لا فالمسيرة من أجل تونس الحرة يجب أن تستمر، المرأة اليوم مهددة في هويتها وفي مكانتها كما الرجل مهدد في وطنه وأمنه و هويته. الإثنين مهددان وعليهما العمل والإنخراط في مشروع وطني للذود عن الوطن.

laila2أعود للمرأة الأمازيغية والأمازيغ بصفة عامة الذين عرفوا الكثير من التهميش مثلهم مثل شرائح أخرى من المجتمع التونسي على المستوى الرئاسي يجب لم شتات كل هذه المكونات، من سود وأمازيغ ويهود ومسيحين وبهائيين، وأظن أننا في تونس نحاور المرأة ونشركها في الشأن العام وفي الشأن الخاص، وأنا ك”ليلى” أذكر دائما صورة جدتي الحاملة للوشم الأمازيغي على ذقنها، عندما صورتها أتخيل الكاهنة، نعم جدتي وريثة تيهيا، لأنها كانت تتنقل من القيروان إلى القفصة إلى تونس العاصمة، تطالب بحقوقها وبحقوق زوجها الشهيد، ومن كانت تؤمن له الغذاء له ولرفاقه في الجبل، يحكى أنها كانت تحمل السلاح لتحرس الأرض والعرض عند غياب الرجال في الجبل، و حتى عند حضورهم الجدة لا تخاف فهي كنساء الأمازيغ تجيد حمل البندقية وأنثى كاملة. إمرأة من روح الكاهنة، تزوجت عديد المرات وحافظت على وحدة أسرتها فالكل كان ينتمي إليها، كانت هي نقطة الإلتقاء وهي النسب و هي الشجاعة التي حافظت على مالها وعلى أبنائها.

العالم الأمازيغي: هل لديك خطة عمل أو مشروع تقدمينه للنهوض بالشأن الثقافي بتونس وخاصة الثقافة الأمازيغية التي تشهد فترة إنتعاشة هذه الفترة؟

ليلى الهمامي: الثقافة الأمازيغية حسب رؤيتي يجب أن تكون محل ثراء وأساس للبحث العلمي و الأكاديمي، وعلى الجامعات التونسية الإهتمام بهذه الثقافة علميا وأكاديميا. و من مشمولات الرئاسة بعث مراكز للدراسات الإستراتيجية ويجب أن تدرج الأمازيغية ضمن هذه المراكز، في إطار مشروع تجذير البحث في رواسب الهوية التونسية التي منها الهوية الامازيغية.

العالم الأمازيغي: يعني تعدين أمازيغ تونس بمركز للدراسات الأمازيغية يكون تحت رعاية رئاسة الحكومة؟ 

ليلى الهمامي: نعم، وأتعهد بذلك.

العالم الأمازيغي: ماهو تقييمك للحركة الأمازيغية بتونس علما أنك من أكبر مناصريها رغم إقامتك في لندن وبعدك عن تراب الوطن؟ 

ليلي الهمامي: الأمازيغية هي روح متجذرة في تونس وفي العالم، طارق إبن زياد هو أمازيغي رفع راية الإسلام في أقصى حدود الجغرافيا انذاك، أنا مع الإعتراف اللامشروط باللغة الأمازيغية وأساند كل مشروع ثقافي وطني يهدف لإثراء تونس والحفاظ على وحدتها وتنوعها، وأقصد هنا التنوع وسط الوحدة، فقلقي وخوفي على تونس من الفزاعات ومن الصراعات ومحاولات التفرقة بإستغلال عوامل ثقافية، دينية أو إيديولوجية بين أبناء الشعب الواحد فتونس منذ القدم لم تعرف حروب طائفية ـ تونس على مدى التاريخ نموذج للشعب المتجانس وللتنوع والانسجام.

الأمازيغ هم أهل تونس الأوائل، وهم نقطة قوة وليسوا بنقطة ضعف، والحراك الأمازيغي هو حراك يساهم في إتمام الثورة التونسية بأبعادها الثقافية والحضارية، هناك حراك ينطلق من الجنوب التونسي العزيز ليساهم في تنوع المشهد الثقافي التونسي وليسلط الضوء على محطات مخفية من التاريخ التونسي.

العالم الأمازيغي: أمام هذا الواقع المرير الذي يعتري تونس منذ أشهر.. إرهاب وجنود يذبحون في جبالنا.. إستياء من حكومة التكنوقراط.. خطر داعشي على الحدود التونسية.. ماذا تقترحين كحلول ؟ 

ليلى الهمامي: مشروع وطني، أساسه لم شمل التونسسين تحت راية العلم التونسي المفدى، من أجل دولة مدنية ديمقراطية تحمي الكرامة الإنسانية وتضمن حق الإختلاف والتعبير عن الرأي، ومشروع يحمي تونس من التخلف والرجعية ومن كل العوامل التي تهدد وحدة وتجانس المجتمع التونسي.

حاورتها مها الجويني_تونس

شاهد أيضاً

أسماء لمنور سفيرة الثقافة واللغة الأمازيغية بالخليج والشرق الأوسط

عبرت الفنانة المغربية أسماء لمنور عن فخرها واعتزازها بلغتها وهويتها وحضارتها الأمازيغية. وقالت لمنور أثناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *