بعد هجومه على الأمازيغية.. “أبو حفص” يرد على “الكتاني”: تفضيل العرب على سائر الأجناس فكرة بليدة وعنصرية

رد محمد عبد الوهاب رفيقي، الملقب بـ”أبو حفص” على  الشيخ السلفي، حسن الكتاني بعدما دبج هذا الأخير تدوينة على صفحته الرسمية بالفايسبوك، يهاجم فيها تمرير قانون بمجلس المستشارين يتضمن إدخال بند في مشروع قانون رقم 40.17 المتعلق بالقانون الأساسي لبنك المغرب، ويقضي بإلزام البنك المركزي بإصدار أوراق مالية باللغتين الأمازيغية والعربية. وكتب “الكتاني” بالحرف “في غفلة من الجميع وفجأة سنجد الحروف التيفيناغ على أوراقنا النقدية.. مزيدا من التهميش والتضييق على لغة الإسلام والمسلمين”.

وقال “أبو حفص” في تدوينة على حسابه الشخصي، بموقع التواصل الاجتماعي، إن “فكرة تفضيل العرب أو العربية على سائر الأجناس واللغات برأيي فكرة بليدة، فضلا على أنها فكرة عنصرية قائمة على قومية وعصبية مقيتة..”، معتبرا إياها فكرة “سخيفة لأنها قائمة على أنها لغة القرآن، مع أن القرآن لو نزل على الصينيين لكان بلغة أهل الصين، فهل ستكون الصينية حينئذ هي لغة أهل الجنة وفضلها الله على سائر اللغات “.

وأضاف رفيقي :”القرآن كان عربيا لأنه نزل في بيئة عربية، كما كانت الكتب الأخرى بألسن قومها، ” وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه”، فلا فضل لأي لغة على أخرى..”، موضحا في سياق تدوينته أن “الربط بين دين ما ولغة ما، يصح عند الأديان العرقية والقومية، التي لا تقبل بينها من ليس من عرقها، أما وأنت ترى أن الإسلام دين للعالمين، وأنه للعرب والعجم، وأنه لا فرق بين الأجناس والأعراق، ثم تدعي أن العربية لغة الإسلام والمسلمين، وأنها لغة الجنة، و…، فذلك تناقض ما بعده تناقض..”. يقول المتحدث.

وأشار رئيس “مركز الميزان للوساطة والدراسات والإعلام” إلى أن هذه الفكرة ليست جديدة، بل “هي مبثوثة في عدد من كتب التراث”، “نجد مثلا ابن تيمية في كتابه المشهور ” اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم” يتحدث عن كون العربية شعار الإسلام والمسلمين، وعن كراهية الرطانة، وهي خلط العربية بغيرها، بل اعتبر ذلك من النفاق، كما ألف عدد من الفقهاء كتبا في فضل العرب،” محجة القرب إلى محبة العرب”، لعبد الرحيم بن الحسين العراقي، وكتاب مسبوك الذهب في فضل العرب؛ لمرعي بن يوسف الكرمي، وكتاب مبلغ الأرب في فخر العرب لأبي العباس الهيثمي، وكل هذه الكتب مشحونة بالعنصرية المغلفة بالدين..”. يورد المتحدث

وأوضح المصدر ذاته أن “ما جاء في الكتب السابقة الذكر، كان دفاعا عن العرب بعد اختلاطهم بباقي الأجناس، بل وتفوق الأجناس الأخرى على العرب حتى في الفقه والحديث والعلوم الدينية، بل حتى في لغة العرب نفسها، فكانت ردة الفعل هذه نابعة من خوف على العرق العربي واللسان العربي من الانحسار، ما أنتج هذا الفقه العنصري”، والواقع يضيف رفيقي أن “متبني هذا الفكر اليوم يصدرون مثل هذا الخطاب لنفس الأسباب، بل الأمر أصبح أكثر سوءا مع حالة التخلف، ومع تأثيرات العولمة، إلا أن الفارق بيننا اليوم وبين ما سبق، أن منظومة القيم قد تطورت بما لا يسمح بتاتا بأي خطاب عنصري متعصب، ولا بد من الوعي بأننا نعيش بدولة حديثة تقتضي أفكارا حديثة، وليس أفكارا عنصرية أكل عليها الدهر وشرب..”. على حد قوله

وختم محمد عبد الوهاب رفيقي تدوينته بالقول:”هذا فيما يتعلق باللغات والأعراق جميعا، فكيف والمعني بهذا الخطاب لغة رسمية تضمنها دستور الدولة، وسبقت العربية للوجود بهذه المنطقة، وهي جزء لا يتجزأ من هويتنا وتاريخنا وثقافتنا”، مشيرا إلى أنه “ليس من العيب أن يعتز الإنسان بلغته عربية كانت أو امازيغية أو أي لغة أخرى، ولكن الخطير هو أدلجة اللغة، واحتقار لغات الآخرين كيفما كانت هذه اللغة، فكيف وهي جزء واسع جدا من هويتنا المشتركة؟”.

وأثارت تدوينة الشيخ السلفي، حسن الكتاني، جدلا واسعا بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وعبّر عدد من النشطاء الأمازيغ عن استيائهم من التصريحات والمواقف”العنصرية” التي يعبر عنها الشيخ السلفي المعني إزاء اللغة والثقافة والهوية الأمازيغية، معتبرين أن مثل هذه الأفكار المتشددة لم يعد لها مكان في مغرب اليوم.

*منتصر إثري

شاهد أيضاً

جمعية أطلس بفرانكفورت تحتفل بمناسبة الذكرى 61 لهجرة المغاربة إلى ألمانيا

تنظم جمعية أطلس السوسيو ثقافية بمدينة فرانكفورت الألمانية احتفال خاص بمناسبة الذكرى 61 لهجرة المغاربة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *