من ذاكرتنا الشعبية”1″.. بساطة الحياة

fff*

من صفحة: شعبان يونس الثائب

كانت الحياة في مدينة زوارة إلي غاية ستينيات وسبعينيات القرن الماضي حياة بسيطة خالية من التعقيدات والضغوطات التي نراها اليوم، وكان عالم الناس واهتمامهم ينحسر في الشارع والحي والاسرة والاقارب وتوفير متطلبات الحياة البسيطة كبساطة تلك الأيام، لا تلفزيونات مفتوحه على السماء دون رقابة تلهي الأطفال وتغذيهم بما تريد وليس بما نريد، ولا عالم عنكبوتي يسبحون فيه دون رقابه ومتابعه يسرق عقولهم وتفكيرهم قبل ان يسرق وقتهم وعمرهم ويطمس هويتهم وثقافتهم في غفلة منهم ومنا، الجيران كانوا اسرة واحده، والشارع كان مدرسة تساهم في تربية الصغار وتوجيههم وفي مساعدة الكبار على شق طريق حياتهم وتحقيق مستقبلهم، باختصار ودون تطويل وتحسر على زمن مضى كانت تلك الايام جميلة ورائعة نشعر بالغصة والحسرة كلما نتذكرها، وكثيراً ما يجدبنا الشوق لها ويعود بنا الخيال اليها ونتمنى عودة يوم من أيامها نعيش فيها طفولتنا البريئة الخالية من هموم العصر وتعقيدات حياة اليوم.

كان زمن جميل بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني، الكبار كانت لهم أعمالهم التي يسترزقون منها ويوفرون من خلالها لقمة الحلال، والصغار كانت لهم العابهم الترفيهية البسيطة التي يتلهون ويتسلون بها يلجأون اليها ويمارسونها لقضاء أوقات فراغهم الطويلة، مهن الكبار كانت مختلفة ومتعددة تتحكم فيها مهارة الشخص وامكانياته الفكرية والبدنية، واللعاب الصغار متنوعة تختلف باختلاف العمر والجنس وتخضع الي مواعيد زمنية تتحكم فيها الظروف الطبيعية المتعاقبة، فهناك اللعاب تمارس في الصيف واللعاب أخرى تمارس في الشتاء واللعاب للربيع والخريف، وكانت منها ما تمارس في الهواء الطلق كالشوارع واﻻحياء الشعبية وفي الطبيعة الخلابة خارج المدينة، وأخرى تمارس في الداخل، وجميعها كانت تتم امام اعين الكبار وبمتابعتهم.

في هذه المساحة التي تجمعني بكم في هذا العالم الافتراضي الرحب سوف أحاول نفض الغبار على بعض مهن الكبار التى لم يعد لها وجود واللعاب الصغار التى سرقتها التقنية وتعقيدات الحياة.. أتمنى تواصلكم ومتابعتكم وتفاعلكم..
تانميرت.. وإلى اللقاء …


* الصورة بريشة الفنان عوض عبيده.

 

شاهد أيضاً

الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا يقدم استقالته

قدم عبدالله باتيلي، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا ورئيس بعثة السلام بصورة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *