الشاعرة والقاصة مليكة بوطالب في حوار مع «العالم الأمازيغي»

على الدولة أن تتحلى بإرادة سياسية قوية للإعتراف «بئيض اناير» كعيد وطني وعطلة رسمية مدفوعة الاجر

الكتاب الأمازيغي يعاني من قلة التوزيع ويحتاج الى الكثير من التشجيع

من هي مليكة وماهي مجالات التي تبدع فيها وتجدين نفسك فيها؟

باحثة حاصلة على شهادة ماستر في اللغة والثقافة الامازيغية، فاعلة جمعوية، قاصة وشاعرة باللغة الامازيغية.

الكتابة عموما تستهويني وتشكل جزء مهما في حياتي اليومية خاصة جنس الشعر والقصة اللذان يمكنانني من التعبير عن مختلف المشاعر والأفكار في الزمن الآني واللحظي. وهذا طبعا لا ينفي مكانة باقي الاجناس الادبية بالنسبة لي فالرواية على سبيل المثال والقصة الطويلة يمنحني مساحة أكبر للتعبير وسرد التفاصيل والانغماس في الأحداث والانفتاح على شخصيات.

أستاذة مليكة صدر لك موخرا ديوان شعري حدثنا عنه وعن التيمات التي يحملها؟.

هو ديوان شعري كما تفضلتم يحمل عنوان tafzra i tguri الذي صدر عن منشورات دامعة ابن زهر مشكورة في شخص رئيسها السيد عمر حلي على دعمه للبحث والابداع، الديوان بالحرف اللاتيني وتفيناغ، من 81 صفحة. واترك القارئ يكتشف بنفسة محتوى القصائد.

وصراحة فما أحرص عليه كثيرا هو اختيار العنوان سواء في الاصدار الاول أو الثاني tafzra فهي طقس احتفالي لتعميد الطفل والانتهاء من قطع المنسج… وحرصي على وضعه كعنوان هو أولا لإحياء الاسم والنقاش حوله لمن لا يعرفه وثانيا لاحتفالي بالكلمة والحرف كمصدر إلهام، فكثير من الأحيان أصادف كلمة وتمدني في الحال ببيت شعري.

ماهي الاكراهات والعراقيل التي تقف أمام الشاعر خصوصا الأمازيغي في طريقه وتحد من الإبداع؟.

الاكراه الذي اعتبره من وجهة نظري أساسي هو القطيعة مع الكتاب وفعل القراءة عموما، وبالنسبة لقراء الكتاب الامازيغي فهم منحصرون في الطلبة والباحثين والمهتمين بالأساس وهم يحصون على الأصابع. وعموما فانتشار الكتاب الأمازيغي رهين بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية في مختلف مناحي الحياة وخاصة في الإعلام والتعليم للانفتاح على قراء ملزمون بالأساس على تعلم اللغة الأمازيغية بما فيها الجانب الأدبي.

كشاعرة وقاصة كيف ترين الإبداعات الأمازيغية وما مدى تواجدها وسط الساحة الإبداعية المغربية؟.

صحيح أن الكتاب الامازيغي اصبح متواجدا في الساحة الوطنية وحتى في اهم المعارض الدولية مقاربة بالسنوات الماضية إلا أنه مازال يحتاج الى الكثير من التشجيع، كما انه يعاني من قلة التوزيع ويجد الكاتب نفسه من يقوم مقام الموزع.

في نظرك هل يمكن للشعر أن يساهم في التأثير في بعض القضايا الإجتماعية والسياسية؟.

بطبيعة الحال فالشاعر ليس معزولا عن المجتمع كما للشعر دور مهم فهو يؤرخ لأهم القضايا المجتمعية ومن خلاله نتعرف على حياة الشعوب كما يساهم في التغيير أو على الاقل في فتح باب النقاش. فالشاعر يعيش تجربة عصره ويعكسها في صور فنية واساليب ابداعية متميزة.

أكيد أنه بداخل كل كاتب ناقد، فهل تمارسين النقد على إنتاجك،وهل تقومين بالتعديل والتنقيح على أعمال مر عليها زمان؟.

صحيح لهذا أحرص دائما على التريث في اصدار اي عمل فناقدي الداخلي جدمتطلب ولا يرضى بسهولة، الشيء الذي يجعلني اعدل وانقح نصوصي اكثر من مرة شعرية كانت أو نثرية بغض النظر عن زمن كتابتها. وقد لا اصل ابدا لمرحلة الرضى التام. ولهذا في أرشيفي العديد من النصوص التي لم يكتب لها النشر لأني غير راضية عنها أتم الرضى وإن بقيت رهينة اختياراتي الشخصية ما اتخذت قرار النشر من الأساس في أي اصدار بما فيه الذي حصل على الجائزة الوطنية للثقافة الأمازيغية. وهذا ليس قلة تقدير أو تقة في النفس بل لمعرفتي بمدى قدرتي على عطاء أكبر ومستوى أحسن.

في هذا الشهر تم اطلاق حملة لمطالبة رئيس الحكومة بالاعتراف الرسمي بالسنة الأمازيغية عيدا وطنيا، كيف تقرأين هذه المبادرة؟.

منذ الاعتراف بالامازيغية كلغة رسمية للبلاد الى جانب العربية في الفصل الخامس من دستور 2011، على الدولة أن تتحلى بإرادة سياسية قوية للإعتراف »بئيض اناير» كعيد وطني وعطلة رسمية مدفوعة الاجر. وقد شاركنا فيها جميعا كفعاليات أمازيغية وطبعا أثمنها شخصية ولابد لنا لوسيلة ضغط للوصول إلى حق مكفول بالدستور. وهو تاريخنا المجيد الذي حافظنا عليه جيل بعد جيل وبلاد تمازغا تحتفل به بغض النظر عن لسانها الحالي.

ما هي مشاريعك الأدبية القادمة؟.

مزيدا من الابداع بطبيعة الحال وعمل روائي عن قريب.
نلت مؤخرا الجائزة الوطنية للثقافة الامازيعية،

ماهو شعورك وماهي القيمة المضافة لهذه الجائزة على مسارك الأدبي؟.

الجائزة أعتبرها تخفيز وتشجيع للمزيد من العطاء وقد نلتها لسنة 2015 عن اصداري الاول «تيضا» منشورات رابطة تيرا للكتاب الامازيغ لسنة 2015.

ولا يسعني إلا أن أفتخر بها خاصة أنها منحت لأول إصدار لي، مما يزكي مكانتي ككاتبة ويضع على عاتقي مسؤولية أكبر ككاتبة بالأمازيغية.

حاورتها: إمرزيك رشيدة

شاهد أيضاً

أسماء لمنور سفيرة الثقافة واللغة الأمازيغية بالخليج والشرق الأوسط

عبرت الفنانة المغربية أسماء لمنور عن فخرها واعتزازها بلغتها وهويتها وحضارتها الأمازيغية. وقالت لمنور أثناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *