إيمازيغن وسلطة البحت عن المستقبل..

بقلم: عبدو إفغر

إيمازيغن شعب يقطن شمال إفريقيا ،لهم ثقافة، حضارة، تاريخ، إرث رمزي ومادي لهم منطلقات في تحديد هوياتهم، الأرض، الإنسان، التاريخ، فكيف يمكن أن تتلاشى ذاكرة هذا الشعب التي تستمد جدارتها من عمق المجال، الأرض رمز للاستقرار والاتصال المباشر بالأرض، الأرض رمز الاقتتات اليومي وتسديد الحاجة الضرورية من أجل تنميته، الإنسان رمز المقاومة، الإنسان رمز يحرر الأرض كلما وجد عدوان خارجي يهدد استقراره، التاريخ رمز للذاكرة الجماعية لهذا الشعب، رمز الذاكرة التي نحن اليوم نكافح من أجل وحدة هذا الشعب بعد شتاته وتشظيه، فهل يمكن أن نطرح اليوم أمل البحث عن المستقبل من أجل استرجاع مجرى التاريخ وعرضيته لسيرورته الأصلية التي تنتج المقاومة، والتسامح والسلم بعيدا عن الثقافة التنظيمية والقيادة الكاريزمية .

إن التأمل في ثقافة السلطة يستدعي طرح سؤال الهو، فالسلطة مند استقرارها فهي ما تحاول أن تجمع في رموز الوحدة والتوحيد السياسي والإيديولوجي والعقم النظري، ونحن مند نعومة أظافرنا نستشف مفاهيمنا من عمق التاريخ ورمزية الأرض التي نعتبرها رمز الاتصال المادي بالمجال. فهل بؤس سلطة اليوم سيجعلنا نتماهى مع إيديولوجيتها أم أن المقاومة ستستمر رغم تشاؤم الواقع وتفاؤل الإرادة، كل هده المفاهيم تطرح المسؤولية التنظيمية والتربوية ودحض الديمقراطية الحزبية كما يقولها “غرامشي” فمن أجل البحت عن المستقبل يطرح الأمر :

“الوعي التاريخي من أجل وحدة الكتلة التاريخية ”
إن مهمة الوعي التاريخي هو التنقيب في اركيولوجية الذات وطرح سؤال التنظيم السياسي الذي يؤسس لتصور يرمي لهدم الهياكل الثابتة في ثقافة السلطة، هدم الأسس النظرية لأعلى وثيقة في الدولة، هدم لأعلى طابو في المخيل الشعبي، هدم لأكبر قوة إيديولوجية تنتج مفهوم التأجيل إلى ما بعد الموت، هذه المفاهيم العريضة ستشكل كتلة تاريخية في عمق المجتمع مما يحتم عليه أن يتأطر بثقافة التنظيم وثقافة مجابهة العقلية الكلاسيكية التي تؤسس لمفهوم المساواة التي تقتل الإبداع وحس المقاومة.

الكتلة التاريخية والوعي التاريخي سيؤسسان للقيادة الكاريزمية التي تنتج الفرد وهو مؤطر ومؤثر بثقافة التنظيم، ثقافة التنظيم تصنع أجيال مهيكلة معرفيا وعمليا، فالتنظيم هو ذلك الجهاز الذي يصنع منا الوعي الجمعي، فهل أملنا مرتبط بطرح سؤال البحت عن المستقبل لوحده، أم أن أملنا رهين بتأسيس لوعي جمعي عبر آليات هدم القديم وبناء الجديد.

في تاريخ تشكل الوعي الجمعي لذا المثقفين من الاضطهاد الديني البريطاني وصولا إلى ثورة الطبقة الثالثة في فرنسا بلغة “ألتوسير” بعدها ثورة نابوليون بونابرت 1815 ومنظمة الشمال والجنوب في الإتحاد السوڤياتي 1825 وصولا لإصدارات “تشرنيشفسكي 1862” لكتاب ما العمل وصولا لمؤتمر الشيوعيين في بروكسيل بقيادة لينين لم نلاحظ في هذه التنظيمات المساواة التنظيمية من أجل إرضاء الأعضاء بل كان لكل واحد منهم دوره التاريخي ووعيه السياسي، فكان ل “تروتسكي” أن يقوم بدور قيادي في تطوير الجيش وكان لأي عضو ،عضو مسؤولية تقريرية وتنظيمية ،فهل تغيير مجرى وسؤال المستقبل يؤسس بمعزل عن الثقافة التنظيمية وعن الثقافة التربوية، أمر مستحيل أن يكن ذلك، فالقيادة الكاريزمية في سيرورة تشكل التغيير الموضوعي أمر لا يطرح الشك، حتى الدولة بأجهزتها القمعية والإيديولوجية أسست لمفهوم القيادة مما يحتم أن يستمر الاضطهاد باسم السلطة والتنظيم والضبط الموضوعي لآليات الوجود، فأي نضال يؤسس فيه الفرد للمساواة فهو بذات لم تستوعب بعد الدور الريادي للقيادة الكاريزمية ودورها التاريخي في الكفاح ضدا شتات المجتمع، فكان من الضروري أن نطرح أمل التغيير عندما نقوم بهيكلية تنظيمية أي مثقف يؤدي دوره التنظيمي والتربوي، فكان لزاما أن نعلق أمل ومستقبل الأمازيغية بوعي جمعي يؤسس له الوعي التاريخي والكتلة التاريخية والقيادة الكاريزمية، أملنا معلق بالمرتكزات الأساسية التي أشرنا إليه، فالأمازيغية ليست بقضية الفوضى بل هي قضية تحتاج لتدبير جديد يؤسس لمفهوم الثقافة التنظيمية…

شاهد أيضاً

الإعلام الأمازيغي المكتوب إلى متى يبقى نضاليا ؟

من الجبهات النضالية التي اخترتها الحركة الأمازيغية بالمغرب منذ النشاة، الإعلام المكتوب وذلك لأهميته في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *